عادات و تقاليد المغاربة في المولد النبوي

يحتفل عموم المغاربة بذكرى المولد النبوي الشريف الذي يصادف 12 من ربيع الأول من كل عام هجري جديد، وهي ذكرى يجدد من خلالها المغاربة ارتباطهم الوثيق بالرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، ذي الخلق الرفيع، معلم البشرية، وقدوة الإنسان على امتداد الزمان والمكان، الشافع المشفع صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
أغلب الروايات ترجع بداية الاحتفال بهذه المناسبة إلى دولة الفاطميين العبيديين وهم من الباطنية الذين حكموا مصر ابتداء من القرن الرابع الهجري والذين كانوا يحيون ذكرى المواليد مثل «مولد علي» و»مولد فاطمة» و»مولد الحسن والحسين» وغيرها.
حاليا هناك نقاش فقهي بين من يوجز إحياء هذه الذكرى ، ومن يعتبرها من البدع وينهى عنها.
مظاهراحتفالات المغاربة بالمولد النبوي
يحيي المغاربة ذكرى المولد النبوي بعادات وتقاليد وطقوس وخصوصيات تختلف حسب المناطق والتي تبرز التنوع والغنى الذي تزخر به الثقافة المغربية.
المديح والسماع الصوفي:
بحلول هذه المناسبة، غالبا تشهد الأضرحة والزوايا نشاطا دينيا ملحوظا وفريدا؛ بحيث يمكن اعتبار هذا اليوم مثل عيد للزوايا والطوائف الصوفية بامتياز؛ يجتمع فيه رواد الطائفة بأعداد كثيرة جدا لإقامة حفلاتهم، وتبدأ الجلسات بالذكر ، تتناوب خلالها الموسيقى الصوفية مع إلقاء القصائد فيالتي تمجد الله عز وجل ورسوله.
الحضرة او الرقص الصوفي:
تعتبر الحضرة أو الرقص الصوفي أداة فعالة في تحقيق المقاصد الصوفية. وتسمى حصة الرقص الصوفي: الليلة؛ وتعد أهم طقوس الطوائف الصوفية على الإطلاق خلال حفل عيد المولد النبوي، وتأخذ الليلة طابعا يمزج بين التراتيل الدينية التي تمتدح الرسول الكريم وتتوسل إلى الله عز وجل بأوليائه، ويبين التعبير الجسدي: الحضرة؛ التحيار؛ الجدبة التي تنتهي بحالة الاسترخاء الكلي التي يشعر بها الراقص الصوفي.
موكب الشموع في ســـــلا:
تتميز مدينة سلا بتنظيم موكب للشموع مع حلول عيد المولد النبوي، ويبادر كل سنة إلى إحياء هذه التظاهرة، التي تبلغ من العمر أربعة قرون، الشرفاء الحسونيون، بمناسبة عيد المولد النبوي. وهكذا يجسد موكب الشموع بسلا طقوسا احتفالية عريقة حافظ عليها السلاويون على مدى عقود فبات مكونا مهما من مكونات الذاكرة الثقافية المحلية. علاوة على كونه شكلا من أشكال التعبير عن البهجة بحلول ذكرى مولد النبي.